"فضل البكاء من خشية الله وذكر الموت: تأملات إيمانية في ضوء السنة النبوية".
الإسلام دين يحث على الاهتمام بالجانب الروحي والمعنوي للإنسان، ويشجع على ذكر الله والتفكر في الموت والآخرة. ومن الصفات
التي يحث عليها الإسلام هي البكاء من خشية الله، إذ إن البكاء من خشية الله يعكس تقوى المؤمن وإيمانه الصادق بالله وبيوم الحساب.
ويعد البكاء من خشية الله من صفات المتقين
كما يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ" [المائدة: 83]. للمزيد هنا
ويجعل البكاء من خشية الله الإنسان
يفوز بظل عرش الرحمن يوم القيامة، كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سبعةٌ يُظلهم
الله في ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ، الإمام العادل وشابٌّ نشأ في عبادة ربه، ورجُلٌ قلبه معلقٌ في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا
عليه وتفرقا عليه، ورجلٌ طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه،
ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه"، وهذا يعكس أهمية البكاء من خشية الله في الإسلام.
كما أن ذكر الموت والتفكر فيه
يعد من الأمور المهمة في الإسلام، حيث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بذلك بشكل مستمر.
فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثُلثا الليل قام فقال: "يا أيها الناس، اذكروا الله،
اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه"، وقد يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أن الدنيا
دار فناء وأن الأمور الدنيوية لا تدوم.
ويحث الإسلام المؤمنين على الاستعداد للموت والعمل الصالح
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهقال: "كن كما أنت، وكن مع الناس
كما تحب أن يكونوا معك، واعلم أن الله تعالى يعرفك بعدما تعرف نفسك، وأن الله تعالى معك إذا ذكرته، وأن الله تعالى يراك إذا غفلت،
وأن الخير فيما اختاره الله لك، وأن الشر فيما اختارته نفسك لك".
ويجب على المسلمين أن يتذكروا أن الموت
لا يأتي بموعده ولا يعلم أحد متى سيحين موعده، لذلك يجب على المسلمين أن يستعدوا له
بالعمل الصالح والاستغفار والتوبة والذكر والدعاء، وأن يكونوا على استعداد دائم لملاقاة ربهم.
ويمكن للمؤمن أن يبكي من خشية الله وذكر الموت كلما تذكر ذلك
ويجب عليه أن يحاول جاهداً أن يكون قريباً من الله وأن يعمل بما
يرضيه، وأن يتذكر دائماً أن الموت هو بداية الحياة الأبدية والمرحلة الأخيرة في الحياة الدنيا، وأن الله تعالى هو الحي القيوم الذي لا
يموت ولا ينام.
تعليقات
إرسال تعليق