"طواف الإفاضة في الحج" يعني الإفاضة في اللغة الدفع والزحف بشكل كبير، وهي تستخدم استعارةً للدلالة على دفع المسير.
ويشير مصطلح طواف الإفاضة إلى الطواف الذي يؤديه الحاج يوم النحر في مكة المكرمة بعد مغادرته منطقة منى، حيث يطوف حول الكعبة ويعود إلى منى. تُطلق على طواف الإفاضة أيضًا عدة أسماء، مثل طواف الزيارة وطواف الصدر وطواف الفرض،
ويعد ركنًا من أركان الحج الذي لا يتم الحج إلا بأدائه. يتميز طواف الإفاضة بمجموعة من الأحكام الشرعية والتي تشتمل على كيفية أدائه ووقت بدئه وغيرها. للمزيد من هنا
وقت طواف الإفاضة وقت ابتداء طواف الإفاضة تعددت أقوال الفقهاء في وقت ابتداء طواف الإفاضة على قولَين،
كما يأتي: القول الأوّل:
يبدأ طواف الإفاضة عند طلوع فجر يوم النَّحر ذهب الحنفية، والمالكية، إضافة إلى الحنابلة في قولهم إلى أن طواف الإفاضة يبدأ عند طلوع فجر يوم النَّحر بعد أن يرمي الحاجّ جمرة العقبة ويحلق؛ واستدلّوا بفِعل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-. وذلك فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَفَاضَ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الظُّهْرَ بمِنًى، قالَ نَافِعٌ: فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُفِيضُ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فيُصَلِّي الظُّهْرَ بمِنًى وَيَذْكُرُ أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَعَلَهُ)؛
فأداء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لطواف الإفاضة يوم النَّحر دليل على أنّ هذا وقته.
القول الثاني:
يبدأ بعد نصف ليلة عيد الأضحى ذهب الشافعية، والحنابلة في المشهور عندهم؛ إلى أنّ طواف الإفاضة يبدأ بعد نصف ليلة عيد الأضحى؛ واستدلّوا على ذلك بما رَوته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ إذ قالت: (أرسل رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- بأمِّ سلمةَ ليلةَ النحرِ فرمت الجمرةَ قبلَ الفجرِ، ثم مضت فأفاضَت)؛[٨] فإذا كان رَمي الجمرات مُباحاً قبل الفجر، فيجوز أداء طواف الإفاضة أيضاً.
طواف الإفاضة فرض أم سنة :
طواف الإفاضة من أركان الحج، ومن نسيه، وطاف طواف الوداع فهذا يقع بدلًا من طواف الإفاضة كما نص على ذلك الشافعية، وعلى من يؤدي الحج أن يعلم أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج لا يتحلل المحرم التحلل الأكبر إلا بفعله.
حكم الشك في عدد أشواط الطواف :
الشك في عدد أشواط الطواف إما أن يكون قبل الفراغ من الطواف أو بعد الفراغ منه،
أولًا: الشك في عدد أشواط الطواف قبل الفراغ منه:
لو شك الطائف في عدد أشواط السعي وهو في أثناء السعي بنى على اليقين؛ وهو الأقل عند جمهور الفقهاء، وهذا ما عليه الفتوى، فلو شك أنه في الشوط الخامس أو الرابع يبني على الأقل هو الرابع ويكمل بقية أشواط الطواف.
وال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" (8/ 21): «وَلَوْ شَكَّ فِي عَدَدِ الطَّوَافِ أَوْ السَّعْيِ لَزِمَهُ الْأَخْذُ بِالْأَقَلِّ، وَلَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ الأكثر لزمه الأخذ بالأقل المتيقن» وعرضت قول الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (3/ 344): «وَإِنْ شَكَّ فِي عَدَدِ الطَّوَافِ بَنَى عَلَى الْيَقِينِ. قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى ذَلِكَ؛ وَلِأَنَّهَا عِبَادَةٌ فَمَتَى شَكَّ فِيهَا وَهُوَ فِيهَا، بَنَى عَلَى الْيَقِينِ كَالصَّلَاةِ».
ثانيًا الشك في عدد أشواط الطواف بعد الفراغ منه:
الشك في عدد أشواط الطواف بعد الفراغ من الطواف لا يلتفت إليه عند الجمهور، وسوَّى المالكية بينه وبين ما إذا كان الشك في أثناء الطواف، وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي (3/ 378): [وَإِنْ شَكَّ فِي ذَلِكَ -أي عدد أشواط الطواف- بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ الطَّوَافِ لَمْ يَلْتَفِتْ إلَيْهِ، كَمَا لَوْ شَكَّ فِي عَدَدِ الرَّكَعَاتِ بَعْدَ فَرَاغِ الصَّلاةِ].
الأسماء الأخرى التي يُطلق على طواف الإفاضة:
- طواف الزيارة:
- طواف الصدر:
- طواف الفرض:
- طواف الحج الأكبر:
تعليقات
إرسال تعليق