صحة حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر".يشتهر حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر" بين علماء الدين الإسلامي كونه يشير إلى فضل
ذكر الله عز وجل، وبخاصة التهليل والتحميد والتكبير، الذي يرافق موسم الحج، والذي يعتبر أحد أهم العبادات والشعائر الدينية التي
تقرب الإنسان من ربه. ويعتبر هذا الحديث مصدر إلهام للمؤمنين الذين يسعون جاهدين لمداومة ذكر الله والتحميد والتكبير في كل
الأوقات والمناسبات، لأن ذلك يساعدهم في تطهير أنفسهم من الذنوب والخطايا، ويزيل عنهم الهموم والأحزان.
ومن خلالهذه المقالة، سنوضح كل ما يتعلق بهذا الحديث بالتفصيل، وسنشرح فضل ذكر الله وأهميته في حياة المؤمن، وكيف يمكن
للإنسان أن يداوم على ذكر الله والتحميد والتكبير في كل الأوقات والمناسبات، بما يساعده على الاقتراب من ربه وتطهير نفسه من
الذنوب والخطايا، وتحقيق السعادة والرضا الدائمين في الحياة الدنيا والآخرة.للمزيد هنا
نص حديث ما أهل مهل قط إلا بشر
إنَّ حديثَ ما أهلَّ مهلٍّ قط إلّا بُشِّرَ من الأحاديثِ النبوية الشريفة التي يستدل بها علماء الدين الإسلامي بهذا الحديث لبيان فضل الاستغفار
والتهليل والتكبير والتحميد والذكر، وقد روي هذا الحديث مطولاً ومختصراً، وأخرجه الطبراني بالمعجم الأوسط باختلاف يسير، وفيما يلي
نص هذا الحديث: “ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ، ولا كبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ، إلَّا بُشِّرَ بالجنَّةِ”، أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط باختلاف يسير. للمزيد هنا
راوي الحديث
يعتبر عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة، هو الراوي لحديث "ما أهل مهل قط إلا بشر". وهو صحابي جليل من صحابة
الرسول صلى الله عليه وسلم، واشتهر بأنه أكثر الصحابة روايةً للأحاديث النبوية الشريفة، وحفظاً لها. كما كان محدثاً وفقيهاً وحافظاً، وسجل
اسلامه في السنة السابعة للهجرة. وقد طلب الكثير من الصحابة وطلاب الحديث الشريف الاستفادة من حفظه الواسع للأحاديث النبوية، ويقدر
عددهم بثمانمائة شخص رووا ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يعتبر حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر" من الأحاديث النبوية الصحيحة
وله إسنادٌ حسن. ويستدل به علماء الفقه على فضل ثواب الذكر، ويُقال أنه يتحدث عن فضل وأجر التهليل، وخاصةً التهليل بمناسبة العيد. وقد
أخرج هذا الحديث الطبراني في كتابه "المعجم الأوسط"، ورَوَاه الصحابي الجليل أبو هريرة. وأما المحدث الذي يشار إليه في النص، فهو ابن
باز. ويتمتع هذا الحديث بحكم حسن الصحة، وقد تم نشره في كتاب "صحيح الجامع"، والذي يحمل الصفحة أو الرقم 5569، وتقيّمه المحدثون بأنه حسن.
يتضمن حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر" عدة ألفاظ
حيث رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- بصيغتين مختلفتين، إحداهما طويلة والأخرى مختصرة. ويتفق الرواة على أن أبو هريرة هو راوي
الحديث بكل ألفاظه، وأن المخرج واحد، ولكن يختلف فيه المحدث وخلاصة حكمه، والصفحة أو الجزء. وفي الألفاظ التي نقلها الطبراني في
كتابه "المعجم الأوسط"، وهي النسخة المطولة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما أهلَّ مُهلٌّ قطُّ إلا بُشِّر"، وعند سؤالهم عن معناه، أجاب:
"بالجنة"، وهو حديثٌ ذو إسنادٍ مطوّل. فيما جاء في النسخة المختصرة، والتي رواها أيضاً أبو هريرة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما
أهلَّ مُهلٌّ قطُّ إلا بُشِّر"، وعند سؤالهم عن معناه، أجاب: "نعم"، وهو حديثٌ ذو إسنادٍ مختصر.
شرح حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر"
يهدف حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر" إلى تحفيز العباد الصالحين على التحميد والتكبير والتسبيح والتهليل، حيث إن ذكر الله بهذه الأساليب يرفع
من درجات العبد عند ربه. ويشجع الحديث أيضاً على الإهلال، وهو رفع الصوت أثناء الذكر وإطلاقه، ويُقصد منها التهليل أثناء مناسك الحج أو
العمرة. ويتحدث الحديث أيضاً عن رفع اسم الله الأعظم بالتكبير، والتي تعد من الأعمال المثوبة بإذنه تعالى. وعندما سأل سائل النبي عن التبشير
أو دخول الجنة بسبب هذه الأعمال المباركة، أجاب النبي بالإيجاب، وذلك ليثبت أجر هذه الأعمال المباركة وثوابها. وبهذا نكون قد وصلنا إلى
نهاية هذا المقال الذي تناول موضوع صحة حديث "ما أهل مهل قط إلا بشر" وشرح معانيه بصورة مفصلة.
تعليقات
إرسال تعليق